قانون الملك

بعد أن غزا الملك داريوس ملك الميد والفرس مدينة بابل، أعدم جميع المسؤولين والحكام باستثناء شخص واحد. وكان هذا الرجل المحظوظ دانيال، خادم الإله الحقيقي. قبل سبعون عاما أُخِذ أسيرا من يهوذا إلى بابل وكان يخدم في القصر كمستشارا للملك. وأصبح دانيال معروفا في جميع أنحاء المملكة بما يتميز به من "روح فاضلة"
لم يكتف الملك داريوس بالحفاظ على حياة دانيال فقط ، بل أراد "أَنْ يُوَلِّيَهُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا." دانيال ٣:٦. وعندما علم المسؤولين الميد والفرس أن الملك قرر ترقية الأسير العبراني الطاعن في السن ليترأس عليهم ، غاروا وغضبوا. "حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ هؤُلاَءِ الْوُزَرَاءُ وَالْمَرَازِبَةُ عِنْدَ الْمَلِكِ وَقَالُوا لَهُ هكَذَا: «أَيُّهَا الْمَلِكُ دَارِيُوسُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِنَّ جَمِيعَ وُزَرَاءِ الْمَمْلَكَةِ وَالشِّحَنِ وَالْمَرَازِبَةِ وَالْمُشِيرِينَ وَالْوُلاَةِ قَدْ تَشَاوَرُوا عَلَى أَنْ يَضَعُوا أَمْرًا مَلَكِيًّا وَيُشَدِّدُوا نَهْيًا، بِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ طِلْبَةً حَتَّى ثَلاَثِينَ يَوْمًا مِنْ إِلهٍ أَوْ إِنْسَانٍ إِلاَّ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، يُطْرَحُ فِي جُبِّ الأُسُودِ." دانيال ٧:٦. على ما يبدو عرف هؤلاء الرجال ان دانيال كان ثابتا في حياته الدينية وصلاته وملتزما التزاما راسخا في طاعة قوانين ربه التي تحظّر عبادة أي آلهة أخرى (خروج ٣:٢٠).
كما توقعوا تماما ،وجد المسؤولين ،دانيال يصلي الى الله من نافذته المفتوحة. عندما اكتشف الملك داريوس أنه قد خدع وأن صديقه القديم كان متجها إلى جب الأسود ، حاول جاهداً لإيجاد مخرج قانوني ليخلّص دانيال من القانون الأحمق الذي وقعه. ولكن القانون لا يمكن تغييره. ودخل دانيال إلى جب الأسود ، وكافأ الله أمانته بإرسال ملاكا لإغلاق أفواه الأسود (دانيال ٢٢:٦).
النبوة تخبرنا بأنه في الأيام الأخيرة ، شعب الله سيواجه نفس المأزق الذي سيجبرهم على الإختيار بين قوانين الله او قوانين العالم